شاشات الهواتف الحديثة، وخاصة ذات تقنية OLED/AMOLED، تقدّم ألواناً زاهية وتبايناً هائلاً وأوقات استجابة سريعة. ولكن خلف هذه الجودة العالية تكمن نقطة ضعف حيث تتأثر سلباً من السطوع المفرط والمستمر, فرفع الإضاءة لأقصى درجة مع بقاء صور ثابتة قد يترك «ظلالاً» دائمة تُسمى حرق البكسلات ( Burn-in ). في السطور الآتية ستفهم آلية عمل هذه الشاشات، ولماذا يضرها السطوع العالي، وأبسط الطرق لحمايتها. لكن بدايةً يجب معرفة ما معنى بكسل.
ما هو البكسل؟
- ببساطة البكسل هو مثل الخلية في الشاشة.
- تخيَّل الشاشة مثل لوحة فسيفساء ضخمة, كل بكسل هو بلاطة أو خلية من هذه الفسيفساء. كلما زاد عدد هذه الخلايا وصغُر حجمها، أصبحت الصورة أدق وأنعم.
- داخل كل بكسل ثلاث “خلايا فرعية” باللون الأحمر والأخضر والأزرق (RGB). بخلط شدة إضاءة هذه الألوان نحصل على ملايين الدرجات اللونية التي تكوّن الصور والفيديو.
كيف تعمل شاشات OLED/AMOLED؟
- على عكس شاشات LCD التي تحتاج إلى مصباح خلفي، كل بكسل في OLED يضيء ذاتيا, كيف؟ عند مرور تيار في مادة عضوية رقيقة داخل الخلية، ينبعث الضوء مباشرة، لهذا نحصل على سواداً داكناً في المشاهد المُعتمة وألواناً زاهية.
- لكن هذه البكسلات تتعرّض للإجهاد إذا أبقيتها على سطوعٍ عالٍ لفترات طويلة.
أمثلة واقعيّة على حرق البكسلات:
كيف تحمي شاشة هاتفك؟
- اضبط سطوع الشاشة
اجعل السطوع اليومي بين 50–70 ٪ أو فعِّل السطوع التلقائي, ذلك يقلل الضغط على البكسلات كثيراً.
- قلّل الصور الثابتة
غيّر الخلفية بانتظام، استعمل تنقل بالإيماءات بدل الأزرار الثابتة في أسفل الشاشة (زر الرجوع وزر والقائمة الوتطبيقات المفتوحة).
أوقف ميزة «Always-On Display» أو قلّل سطوعه (بعض الشركات تُبدل مكان الساعة ضمن ميزة «Always-On Display» لتفادي مشكلة استهلاك البكسلات في مكان محدد في حال كان مكان الساعة ثابت.
- استفد من ميزات الحماية
إذا كانت الشركة المصنعة لهاتفك تقدم خيارات لحماية الشاشة الخاصة بك ففعلها والتزم بالتعليمات, حيث كل شركة تحاول تقديم طريقة حماية ب اسم أو طريقة مختلفة.
- قلّل وقت الشاشة
من إعدادات الشاشة اضبط وقت «انطفاء الشاشة» على 30–60 ثانية بلا لمس, كل دقيقة راحة تعني حياة أطول للشاشة.
- استخدم الوضع الداكن
الوضع الداكن يُطفئ عدد أكبر من البكسلات مما يُقلل الإجهاد لهذه البكسلات.
ماذا لو ظهرت آثار الحرق فعلاً؟
- شغّل Pixel Refresher أو «تحسين الشاشة» إن وُجد, قد يخفف الاحتباس الخفيف.
- خفِّض السطوع واستعمل خلفية داكنة لتقليل بروز الظلال.
- افحص الضمان حيث بعض الشركات (سامسونج، سوني، إل جي) تغطّي حرق الشاشة خلال فترة محددة في طرز محدّدة.
- يمكنك إجراء معالجة بسيطة بتشغيل فيديو Burn‑in Fixer حيث يعمل على تنشيط البكسلات جميعها، مما يخفّف الظلال الخفيفة عبر موازنة إجهادها. الأثر السلبي لهذا الإجراء هو ضعف بسيط في توهج الشاشة وتشبع الألوان. لكنه أفضل من وجود الظلال المزعجة على الشاشة.
استخدم هذا الفيديو مثلاً Screen Burn In Fix وشغله لمدة ساعة متواصلة. - استبدال الشاشة هو الحل النهائي عند الحرق الدائم الواضح.
في الخلاصة
حرق البكسلات لم يختفِ تماماً، لكنه سيكون نادراً لو اتبعت النصائح التي ذكرناها. وتذكر, سر الوقاية بسيط: سطوع معتدل + صور متجدّدة + ميزات حماية. استمتع بألوان OLED المبهرة واعلم أن الاستخدام الذكي هو مفتاح الحفاظ على شاشتك سنوات طويلة.